جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

بقايا مومياء وواجهات فارغة في متحف ملوي

3٬372

عالم السياحة – WTTEN- يقف مجدي تهامي بين عدد من الموظفين الآخرين في إحدى قاعات متحف ملوي جنوب محافظة المنيا المصرية، يعاينون ما تبقى من المتحف المنهوب: زجاج يفترش الأرض، وواجهات عرض خاوية.

ويقول تهامي الذي يعمل في إدارة هذا المتحف الصغير منذ نحو 20 سنة: “أحب هذا المتحف أكثر مما أحب بيتي، وأقضي فيه وقتا أكبر من الذي أقضيه في منزلي”. 

ويضيف بحزن “أشعر كأن بيتي احترق وتعرض للسرقة والتخريب والتحطيم. لقد فقدنا كلنا بسرقة المتحف جزءا عزيزا منا”.

وتعرض المتحف الواقع في مدينة ملوي على بعد نحو 70 كلم جنوب مدينة المنيا (250 كلم جنوب مصر) إلى عملية سطو مسلح يوم فض اعتصامي أنصار الإخوان في القاهرة في 14 أغسطس، سرق خلالها أكثر من ألف قطعة أثرية من بين 1080 قطعة معظمها رومانية يونانية.            

وقد شهدت البلاد في هذا اليوم أعمال عنف دامية بين أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن قتل فيها المئات، في موازاة هجمات استهدفت كنائس ومنازل ومحلات يملكها مسيحيون في عدة مناطق، وبينها مدينة ملوي في محافظة المنيا.            

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” اعتبرت في بيان نشر على موقعها أن “الأضرار التي ألحقها مرتكبو أعمال النهب هي أضرار كارثية”.

وأكدت أن الهجوم أدى إلى “اختفاء ما يقرب من ألف قطعة ثقافية، يعود تاريخها إلى بداية التاريخ المصري في العصر الإسلامي، ومن بينها قطع نقدية ومجوهرات وتماثيل، وغير ذلك”، مدينة “الأضرار التي لا يمكن تداركها التي لحقت بتاريخ الشعب المصري وهويته”.  

ويشمل سجل قيد الاثار الخاص بمتحف ملوي على موقع اليونسكو 792 قطعة أثرية، تشمل خصوصا تماثيل لطيور، وتوابيت، ومجموعة من المومياء، وأواني، كلها يونانية رومانية، إضافة إلى عملات معدنية ذهبية تعود إلى الفاطميين والعباسيين والعثمانيين.